النهوج العلمية المعتمدة في تدريس النشاط العلمي

إليكم موضوع يتحدث عن النهوج العلمية المعتمدة في تدريس النشاط العلمي


إن تفحص برنامج مادة النشاط العلمي بمختلف مستويات التعليم الابتدائي ، يبين أن المواضيع المقترحة مبنية أساسا على اكساب و بناء المفاهيم العلمية، و كذا تعلم الكيفية و الطريقة المناسبة لإكساب المعرفة العلمية ، من خلال المناولة و التجريب و التمحيص و الاستنتاج ، و كذا تعزيز قدرات المتعلم العقلية و مهاراته المنهجية و تحفيزه على البحث و التقصي و التفاعل الإيجابي مع المحيط ، و بما أن مختلف الأدبيات التربوية لا تسعى إلى الزج بالمتعلم في المنهج العلمي التجريبي بمعناه الدقيق ، و ذلك اعتبارا للصعوبات الإبستمولوجية المرتبطة به ، و إنما تتوخى إكسابه القدرة على إنجاز أنشطته وفق التصور العلمي و ما يقتضيه من مسارات، فإنه يتم اعتماد طرائق و نهوج أكثر تبسيطا للمنهج العلمي، منها طريقة حل المشكلات ونهج التقصي كمستجد ورد في المنهج المنقح الجديد.

أهداف تدريس النشاط العلمي:

  • إيقاظ اھتمام الطفل لإدراك العالم الذي يحیط به.
  • شحذ فضوله الفكري والعلمي.
  • مساعدة على حل المشكلات التي يصادفها في حیاته الیومیة.
  • تنمیة قدراته العقلیة للتكیف مع بیئته المحیطة، وتطوير وعیه بضرورة حماية ھذه البئیة، والحفاظ علیها.

الأسس المنهجیة لتدريس النشاط العلمي:


1.الانطلاق من المحسوس إلى المجرد: 

يعني الانطلاق من المعرفة الحسية المبنية على الحواس وصولا إلى الفهم أي المعرفة المجردة.
الانطلاق من الملاحظة البسيطة) الملاحظة التلقائية (فالملاحظة المدققة، مرورا بالتساؤل وصياغة الفرضية، والتجريب وصولا إلى الاستنتاج والقياس.

2.إعمال آليات التفكير العلمي

في تناول الظواهر العلمية وذلك من خلال الملاحظة والتحليل والفهم والتجريد والاستقراء واستخلاص القوانين العلمية للظاهرة، ثم إمكانية التنبؤ العلمي وتكرار الظاهرة.

3.استحضار المحيط في بناء التعلمات

من حيث الموارد المادية )بيئية و إنسانية( ثم من حيث الموارد المعنوية ) بناء وضعيات متلائمة و السياق الثقافي للمتعلم(.

4.التدرج في بناء المفاهيم:

من أجل مراعاة المستوى النفسي والإدراكي للمتعلم، مع اعتبار الطابع التصاعدي لاكتساب الكفايات.

5.إبداعية الأستاذ شرط لبناء التعلمات: 

فليس من الضروري دوما الاعتماد على نفس الموارد الموجودة بل يمكن اللجوء لموارد خارجية )رقمية او فضاء المؤسسة لانجاز الدرس(

6.التكامل مع باقي الوحدات المقررة.

تتناول مادة النشاط العلمي بالتعليم الابتدائي مجالين كبيرين متداخلين:

المجال المرتبط بالكائنات الحية والمجال المرتبط بالظواهر الطبيعية والفزيائية. ويتطلب تدريس هذين المجالين تنمية الفكر العلمي لدى المتعلم لفهم ذاته من حيث كونه كائنا حيا كباقي الكائنات.
 الوعي بظواهر الطبيعة الفزيائية والكيمائية والجيولوجية والبيولوجية من حيث كونها ظواهر تخضع لقوانين يمكن ملاحظتها وتحليلها وإدراكها، وفهم محيطه الطبيعي والتعامل معه بإيجابية في حياته اليومية.

النهوج العلمية المعتمدة في تدريس مادة النشاط العلمي:


النهج التجريبي:

يعتمد فيه بالأساس على التجربة العلمية مما يتيح فرصة عملية لمعرفة الحقائق وسن القوانين لمؤطرة لمختلف الظواهر المدروسة عن طريق هذه التجارب. وبعبارة أخرى يمكن تعريفه بأنه استخدام التجربة في إثبات الفرضيات.

النهج التاريخي:

يتمثل في الاشتغال على مادة معرفية تاريخية ترتبط بمادة النشاط العلمي. ويمكن تصنيف المادة المعرفية التاريخية إلى نوعين:
نصوص أو تخطيطات أو تجارب أو مناولات أصلية لأصحابها من الباحثين.وصف منتظم لخطوات بحث أو تجارب أو اكتشافات توصل إليها باحثون سابقون وتنسب إليهم.
وهذا النهج يحقق العديد من الأهداف التربوية نذكر منها:
  • الفهم والمعرفة.
  • القدرة على التحليل والاستنتاج والتركيب ) خاصة في غياب التجهيزات المخبرية أو استحالة استعمالها(.
  • مقاربة المفاهيم قريبا من سياقات ودوافع إنتاجاتها الأصلية.
نهج حل المشكلات:

حسب الباحثان كروليك و رودنيك فإن طريقة حل المشكلات هي : "عملية تفكيرية يستخدم الفرد فيها ما لديه من معارف مكتسبة سابقة و مهارات من أجل الاستجابة لمتطلبات موقف ليس مألوفا له ، و تكون الاستجابة بمباشرة عمل ما يستهدف حل التناقض أو اللبس أو الغموض الذي يتضمنه الموقف."
إذن هذا المنهج يجعل المتعلم في وضعية تدفعه إلى البحث عن حل لمشكل معين خلال القيام بمجموعة من الأنشطة الفكرية أو العلمية، وذلك وفق ما يلي:
  • اختيار وضعية - مشكلة من قبل المدرس )ة(
  • تبني المشكل من قبل المتعلمين.
  • صياغة تخمينات وفرضيات تفسيرية وسيناريوهات ممكنة.
  • البحث والعمل على حل المشكل من قبل المتعلمين.
  • التحاور المدعوم بالحجج حول المقترحات المبلورة.
  • اكتساب معرفة جديدة )مفهوم، تقنية، طريقة…(
  • توظيف المكتسب في وضعيات جديدة و مغايرة.
نهج التقصي:

’’ يشير التقصي في مجال العلوم الى الطرق المتنوعة التي يدرس بها العلماء العالم الطبيعي ويفسرون ظواهره. وهو بذلك يشير في مجال التربية الى الطرق المتعددة لوجوه التي ينهجها المتعلم لتنمية معارفه العلمية. فالمتعلم الذي يشارك في العديد من الأنشطة ويقوم بمجموعة من العمليات الفكرية هو بمثابة عالم صغير ينشد الوصول الى معرفة العالم الطبيعي من خلال البحث والتقصي. فالعالم عندما يلاحظ ظاهرة مايتساءل و يكون فرضيات ويصمم تجارب ويجمع معلومات ويستنتج، فذلك أيضا هو حال المتعلم الذي ينهج نهج التقصي.’’ )الجامع في ديداكتيك النشاط العلمي - ذ.عبد الرحمان التومي ص (29


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-