المقاربة بالكفايات و مرجعياتها البيداغوجية والنظرية

تعتبر المقاربة بالكفايات مقاربة ناجعة في كل قطاعات الإنتاج، وقد دخلت المقاربة بالكفايات المؤسسات لتعليمية على باعتبارها ورشات عمل كالمقاولة.

تعتبر المقاربة بالكفايات مقاربة ناجعة في كل قطاعات الإنتاج، وقد دخلت المقاربة بالكفايات المؤسسات لتعليمية على باعتبارها ورشات عمل كالمقاولة مع العلم أن القطاع الذي تبلورت فيه المقاربة بالكفايات في العصر لحالي هو قطاع الصناعي بالضبط المقاولة ذات طابع صناعي.

مع اعتماد المقاربة بالكفايات في قطاع التربية والتكوين بالمغرب يدشن مرحلة جديدة تيح الفرصة لتجاوز العديد من السلبيات التي تتخلل الساحة التعليمية بالمغرب.

المقاربة البيداغوجية والمقاربة بالكفايات:

  • تعريف المقاربة البيداغوجية :

المقاربة البيداغوجية هي الإطار المرجعي الناظم لممارسة التدريس وأنشطة التعلم والتقويم.

  • تعريف المقاربة بالكفايات :

المقاربة بالكفايات هي تصور بيداغوجي يتبنى استراتيجية تربوية تسعى إلى تنمية كفاءات المتعلم بما يتناسب مع قدرات المتعلم من جهة ومتطلبات المجتمع من جهة أخرى .

تعتبر المقاربة بالكفايات أحد مداخل الثلاثة التي جاءت بها الميثاق الوطني للتربية والتكوين (مدخل التريبة على القيم -مدخل التربية على الإختيار -مدخل الكفايات)

أهداف المقاربة بالكفايات في التربية والتكوين:

تتوخى المقاربة بالكفايات في مجال التربية والتكوين تحقيق الرهانات التالية:
  • إعطاء معنى للتعلمات
  • ضمان نوع من النجاعة
  • تحقيق التكامل والتداخل والامتداد بين المواد الدراسية التركيز على مخرجات المنهاج الدراسي بدل الأهداف الجزئية المنعزلة
  • إبراز وظيفية التعلمات والمعارف المدرسية باعتبارها:

              - وسائل لحل وضعيات مشكلة مرتبطة بالحياة اليومية (تحويل المعارف المدرسية)
              - مرتبطة باكتساب منهجية التعلم (تعلم التعلم والتعلم مدى الحياة)

  • وضع المتعلم(ة) في قلب العملية التعليمية التعلمية (الانتقال من منطق التعليم إلى منطق التعلم)
  • جعل المتعلم(ة) مستقلا مبادرا مبدعا مسؤولا… ·

يستمد التدريس بالكفايات مرجعيته النظرية من علوم ونظريات، ندرج بعضها كالتالي:

المرجعيات النظرية  للمقاربة بالكفايات:

  • علم النفس الفارقي :

تستند المقاربة بالكفايات إلى نتائج علم النفس الفارقي التي مؤداها أن الأفراد لا يتشابهون أبدا، حتى ولو توفروا على بيولوجيا  الرصيد الوراثي نفسه، كما هو الحال بالنسبة للتوائم المتطابقة، فهناك دائما فوارق بينهم. إن مجرد حدث وحيد عابر قد يغير مجرى حياة الفرد، فما بالنا إذا علمنا أن الأفراد يمرون بتجارب وخبرات لا حصر لها، لابد أن يكون لها أثر على شخصياتهم. تبعا لهذا، فإن لكل متعلم خبرته وتجربته الخاصة واستراتيجيته الخاصة في التعلم. وهذا كان سببا في ظهور اتجاه بيداغوجي يقوم على تفريد التعلمات تبعا لحاجات واستراتيجية كل فرد.

  • نظرية الذكاءات المتعددة:

من بين النظريات التي تستند إليها المقاربة بالكفايات نظرية الذكاءات المتعددة حيث توصلت الأبحاث الحديثة إلى توفر الأفراد على ذكاءات متعددة، نذكر منها: الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي -الرياضي، الذكاء الحسحركي، الذكاء البيشخصي، الذكاء الموسيقي، الذكاء الطبيعي، الذكاء الفضائي (المكاني)، الذكاء الباطني-الذاتي والذكاء الوجودي. وهذه الذكاءات لم تكشف عنها فقط الاختبارات التي تقيس تجلياتها في الإنجازات، بل أكثر من ذلك، أثبتتها الدراسات العصبية والعقلية والبيولوجية والتشريحية للدماغ.

لقد دأبت مختلف الأنظمة التربوية على إيلاء الذكاء اللغوي والذكاء المنطقيالرياضي أهمية بالغة مقارنة مع الذكاءات الأخرى؛ في حين أن المطلوب هو الاهتمام بمختلف الذكاءات نظرا لحاجة المجتمعات إليها جميعها. ونظرا لأن بعض الأفراد لهم استعدادات في ذكاءات دون أخرى، فينبغي احترام هذه الاستعدادات، دون الإضرار بالتنوع والتكامل المطلوب لتشكيل شخصية متوازنة ومتكاملة.

  • نظريات علوم التربية:

يستمد مدخل الكفايات مرجعيته، على مستوى علوم التربية، من مجموعة من النظريات التربوية كالنظرية البنائية والمعرفية والسوسيو-بنائية. وقد تم تبني هذه النظريات خاصة بعدما تبين للباحثين في هذا المجال محدودية الاتجاه السلوكي الكلاسيكي الذي يجزئ فعل التعلم إلى عناصر دقيقة تفتقد إلى المعنى، ولا تأخذ بعين الاعتبار العلاقات بين العناصر والتنمية الشمولية لشخصية المتعلم والسياق السوسيو-  ثقافي الذي يتم فيه التعلم.

  • النظرية البنائية:

تقوم على مبدأ أن التعلم فعل نشيط، وأن بناء المعارف يتم استنادا إلى المعارف السابقة أو خبرات وتمثلات. فالمتعلم، محور العملية التعليميةالتعلمية، يبني المعرفة اعتمادا على ذاته فقط؛ يلاحظ، ينتقي، يصيغ فرضيات، يحلل ويتخذ قرارات، ينظم ويستنتج ويدمج تعلماته الجديدة في بنيته المعرفية أو الذهنية الداخلية. كما أن سيرورة تعلمه تمر بصراع بين المكتسبات السابقة والتعلمات اللاحقة .

  • النظرية المعرفية:

تنظر هذه النظرية للتعلم من زاوية السياقات المعرفية الداخلية للمتعلم، وتعطي أهمية خاصة لمصادر المعرفة واستراتيجيات التعلم )معالجة المعلومات والفهم والتخزين في الذاكرة والاكتساب وتوظيف المعارف). فوعي المتعلم بما اكتسبه من معرفة، وبطريقة اكتسابها، يزيد من نشاطه الميتامعرفي لتطوير جودة التعلمات.

  • النظرية السوسيوبنائية:

التي تعتبر أن المعارف تبنى اجتماعيا من لدن المتعلم ولفائدته؛ فهو يبني معارفه بكيفية نشيطة ومتدرجة، من خلال سياق قائم على التفاوض والتفاعل وإعطاء المعنى. كما ترى هذه النظرية بأن المتعلم لا يطور كفاياته إلا بمقارنة إنجازاته بإنجازات غيره، أي في إطار التفاعل مع الجماعة أو الأقران والمحيط العام.

المرجعيات البيداغوجية للكفايات:

تقتضي المقاربة بالكفايات تجاوز البيداغوجيات التقليدية، المتمحورة حول المعرفة والأستاذ، إلى بيداغوجيات تحول دور المدرس من ملقن إلى منشط وموجه وقائدإلخ؛ بما يقتضيه ذلك من انفتاح على طرق وتقنيات التنشيط ودينامية الجماعات وتوظيفاتها السوسيوميترية والبيداغوجيات المتمركزة حول المتعلم، ومنها: 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-