المدرسة المغربية: تعريفها وأهدافها في ضوء الميثاق الوطني والرؤية الاستراتيجية
المدرسة في صلب المشروع المجتمعي
تُعد المدرسة المغربية ركيزة أساسية ضمن أولويات التنمية الوطنية، حيث تحتل موقعًا مركزيًا في المشروع المجتمعي لبلادنا. ويُعزى ذلك إلى الأدوار الحيوية المنوطة بها في تكوين المواطن المغربي، وتحقيق أهداف التنمية البشرية والمستدامة، إلى جانب ترسيخ قيم المواطنة والانفتاح والابتكار.
ما هو تعريف المدرسة؟
المدرسة هي مؤسسة تعليمية رسمية، يتلقى فيها المتعلمون تعليمهم الأساسي في مختلف التخصصات مثل: الأدب، العلوم، الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، التاريخ، الجغرافيا، والفنون. وتُشرف عليها الدولة بهدف إعداد جيل متعلم ومؤهل يسهم في نهضة المجتمع وتقدمه.
ومن منظور علماء التربية، تتعدد تعريفات المدرسة باختلاف المرجعيات:
- فرديناند بويسون: المدرسة مؤسسة اجتماعية ضرورية، تُحافظ على التواصل بين الأسرة والدولة، بهدف إعداد جيل قادر على الاندماج في الحياة المجتمعية.
- فريدريك هاستن: يرى المدرسة كنظام معقّد يرتكز على سلوك منظم لتحقيق وظائف ومهام داخل بنية النظام الاجتماعي.
- ريمون بدون: يعتبر المدرسة نظامًا اجتماعيًا يسعى إلى أداء وظائف مثل الإدماج الاجتماعي والحراك الاجتماعي، من خلال تكوين أفراد ذوي كفاءات عالية.
أهداف المدرسة المغربية حسب الميثاق الوطني للتربية والتكوين
حدد الميثاق الوطني للتربية والتكوين جملة من الأهداف التي تروم تجويد أداء المدرسة المغربية، من أبرزها:
- جعل المتعلم في مركز العملية التربوية، محورًا للتفكير والفعل التربوي.
- تكوين أطر مستقبلية مؤهلة وقادرة على الاندماج في سوق الشغل.
- تحويل المدرسة إلى فضاء منفتح ومفعم بالحياة، من خلال تبني مقاربة بيداغوجية نشيطة تبتعد عن التلقين وتشجع على التعلم الذاتي والعمل التعاوني.
- تحقيق الانفتاح على المحيط الاجتماعي والثقافي عبر إشراك المجتمع في قلب الحياة المدرسية، وتحقيق تفاعل متبادل يُسهم في خدمة الوطن.
أهداف المدرسة في إطار المخطط الاستعجالي
في إطار تنزيل المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم، برز مفهوم "مدرسة النجاح" كمدخل استراتيجي لتحقيق نقلة نوعية في منظومة التربية والتكوين. ومن بين الأهداف المحددة:
- الانفتاح على المحيط الاجتماعي بمستوياته البيئية والثقافية والسياسية والاقتصادية.
- تحقيق الجودة التربوية بنوعيها الكمي والكيفي، لضمان مردودية مثمرة على مستوى الفرد والوطن.
- اعتبار المدرسة نقطة ارتكاز لإصلاح المنظومة التعليمية وتحديثها.
- تطوير الأداء التربوي للمؤسسة، وتعزيز قدرتها التنافسية، وتحسين المنتوج التربوي.
- استقطاب كافة التلاميذ للالتحاق بالمدرسة في أجواء مريحة وآمنة، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي.
- تطبيق إلزامية التعليم إلى سن 15 سنة.
أهداف المدرسة من منظور الرؤية الاستراتيجية 2015-2030
ترتكز الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030 على بناء مدرسة جديدة، ذات هوية واضحة، تسعى إلى تحقيق:
- الإنصاف وتكافؤ الفرص لجميع المتعلمين.
- الجودة للجميع، من خلال محتويات ومقاربات حديثة.
- الارتقاء بالفرد والمجتمع، عبر تنمية المهارات والقيم، وتحقيق الاندماج الاجتماعي والاقتصادي.
خاتمة: نحو مدرسة مغربية بمواصفات جديدة
