
ما هو الخطأ ؟
التصور البيداغوجي التقليدي للخطأ
في الفكر التربوي التقليدي، كان يُنظر إلى الخطأ باعتباره سلوكًا مخالفًا للصواب، ودليلًا على فشل عمليتي التعليم والتعلم، لذا كان يُسعى إلى القضاء عليه بكل الطرق، مما كان يؤدي غالبًا إلى إحساس المتعلم بالدونية وفقدان الثقة بالنفس.
التصور البيداغوجي الحديث للخطأ
أما في التصور البيداغوجي الحديث، فيُنظر إلى الخطأ باعتباره معرفة غير مكتملة، ومرحلة ضرورية ضمن مسار التعلم وحل المشكلات. فالخطأ يُعَدّ خطوة على طريق الوصول إلى الحقيقة، ونقطة انطلاق نحو بناء المعرفة، إذ إن التعلم لا ينطلق من فراغ.
لم يعد مقبولًا اليوم التعامل مع الخطأ بوصفه سلبيًا أو زلة ينبغي تفاديها ومعاقبة مرتكبها، بل صار الخطأ محل تحليل للكشف عن أسبابه ومصادره، ومعالجته بشكل تربوي وبيداغوجي فعال.
مصادر الخطأ في الرياضيات
1. الأخطاء الناتجة عن الوضعية الديداكتيكية
قد تنشأ الأخطاء عند المتعلم بسبب:
- مواجهة وضعية جديدة عليه مثل تمرين غير مألوف أو وسيلة تعليمية جديدة أو سياق ثقافي غير معتاد أو مهمة غير مألوفة.
- وضعية مألوفة لكنها تتطلب أسلوب حل أو معالجة جديدة لم يستوعبها المتعلم بعد.
- ظروف مرافقة للوضعية مثل ضيق الوقت أو كثرة التمارين أو تعقيد الأسئلة المطروحة.
2. أخطاء مرتبطة بفهم السؤال
ترتبط هذه الأخطاء بعدة أسباب مثل:
- صياغة السؤال بشكل غير واضح أو استعمال مصطلحات غريبة أو مركبة أو صيغة نفي تُربك المتعلم.
- تعثر المتعلم في القراءة، كحذف كلمات أو استبدالها أو إسقاط جزء من السؤال.
- عدم تخصيص المتعلم للوقت الكافي لقراءة السؤال أو إعادة قراءته أو تحديد الكلمات المفتاحية لفهم المطلوب بدقة.
3. أخطاء مرتبطة بالمكتسبات السابقة
4. أخطاء مرتبطة بالنشاط الذهني
- الترديد
- بناء المفهوم
- التطبيق
- الاكتشاف
- إعادة الاستثمار
5. أخطاء مرتبطة بخصوصية المتعلم
ترتبط هذه الأخطاء غالبًا بمرحلة النمو الذهني التي وصل إليها المتعلم، إذ إن لكل مرحلة عمرية قدراتها الخاصة في الاستيعاب والفهم. وتنقسم هذه الأخطاء إلى:
- أخطاء ذات طابع نفسي أو وجداني مثل القلق أو التوتر.
- أخطاء ذات طابع حركي مثل البطء في الكتابة أو صعوباتها، أو البطء في إتمام العمل.
استراتيجيات معالجة أخطاء المتعلمين في الرياضيات
لتقليل الأخطاء ومساعدة المتعلمين على تجاوزها، يمكن اتباع مجموعة من الإجراءات البيداغوجية الفعالة، منها:
- إعادة شرح وتبسيط المصطلحات والرموز الرياضياتية مع التدريب على استعمالها في سياقات متعددة.
- ربط المفاهيم الجديدة بالمكتسبات السابقة مع تقديم أمثلة عملية قريبة من واقع المتعلم.
- تغيير بعض المتغيرات الديداكتيكية لجعل الوضعيات التعليمية أكثر وضوحًا.
- تدريب المتعلم على تحويل المعلومات المكتوبة إلى تمثيلات ذهنية أو بصرية وتنظيمها بشكل ممنهج.
- وضع المتعلم في وضعيات مشكلة لتحفيزه على التفكير الناقد والإبداعي، وبناء صورة ذهنية واضحة للمعرفة المطلوب اكتسابها.
- تنويع الأنشطة التعليمية مثل الفرز، الترتيب، المقارنة، التصنيف، وحل تمارين تدريبية.
- حث المتعلم على التعبير عمّا يقوم به بطرق مختلفة وتبادل الأفكار مع زملائه.
- التذكير بالمكتسبات السابقة في سياقات متعددة لتعزيز الاستيعاب والربط بين المعارف.
- استعمال الوسائل التعليمية الملموسة والجذابة مع الإبداع في توظيفها لدعم الفهم.