دينامية جماعة القسم

من المعروف أن علم النفس الفردي الذي بلوره فرويد ويونغ وأدلر يتناول الظواهر النفسية الفردية الشعورية واللاشعورية، بينما علم الاجتماع الذي تأسس مع أوجست كونت ودوركايم وليفي برول يهتم بالظواهر الاجتماعية. أما علم النفس الاجتماعي الذي هو في الحقيقة جزء من علم النفس فإنه يعنى بدراسة أثر الفرد في الجماعة وأثر الجماعة في الفرد، كما يرتكز على دراسة الجماعة وتصنيفها وتبيان أدوارها وتفاعلاتها ووظائفها داخل المجتمع. وبالتالي، فهو بمثابة الدراسة العلمية للإنسان ككائن اجتماعي يعيش في مجتمع يتخذ له أصدقاء يتفاعل معهم ويتأثر بهم ويؤثر فيهم.

دينامية جماعة القسم

ومن أهم المعارف والشعب التي تفرعت عن علم النفس الاجتماعي نجد بكل تأكيد مسلك ديناميكية الجماعات. فما هو مفهوم ديناميكية الجماعات وموضوعه؟ وماهي مرتكزات هذا العلم الجديد ؟ وماهي أهم المقاربات والدراسات التي رصدت ديناميكية الجماعات؟ وكيف يمكن الاستعانة بهذا العلم في مجال التنشيط التربوي والتأطير الديداكتيكي؟ هذه هي الأسئلة التي سوف نحاول الإجابة عنها قدر الإمكان.

مفهوم ديناميكية الجماعات:

تتكون عبارة ديناميكية الجماعات la Dynamique des groupes من مفهومين أساسيين وهما: الديناميكية والجماعات.

مفهوم الديناميكية:

استعير مفهوم الديناميك ( Dynamique ) من المجال الفيزيائي ، والذي يقصد به في مجال الميكانيكا مختلف العلاقات التي تكون بين القوى والحركات الناتجة عن هذه الأخيرة ، ويدل المصطلح على القوة والحركة والحيوية ونقيضه الثبات والسكون Statique) ). وتعني الديناميكية في المجال السيكواجتماعي مختلف القوى الإيجابية والسلبية التي تتحكم في الجماعة وتساعدها على التوازن و التطور والاندماج أو الانكماش والتشتت والتناحر. كما أنها عبارة عن التفاعلات البنيوية الوظيفية التي تتحكم في نسق الجماعة، إذ كل تغيير يمس عنصرا فرديا داخل شبكة الجماعة ونسقها البنيوي فإنه يؤثر لامحالة على باقي العناصر الأخرى إما سلبا وإما إيجابا. وبالتالي، فالديناميكية هي التفاعل النفسي والاجتماعي الذي يدور باستمرار داخل الجماعة بين أعضائها بشكل بنيوي ووظيفي.

وبتعبير آخر، فالديناميكية عبارة عن مثيرات واستجابات بالمفهوم السلوكي للتفاعل داخل الجماعة، فعندما يصدر عن فرد ما سلوك معين داخل الجماعة الواحدة يكون لهذا السلوك استجابات فورية من باقي أفراد الجماعة. ويعني هذا أن ديناميكية الجماعات عبارة عن قوى تفاعلية كيماوية تساهم في تحريك الجماعة وتغيير اتجاهات أفرادها وميولاتهم الشخصية وتطوير رؤاهم ونوازعهم الذاتية إيجابيا أو شحنها بمكونات سلبية تهدد تماسك الجماعة وانسجامها واتساقها الوظيفي كما هو شأن تفاعل عناصر الدارة الكهربائية فيزيائيا.

ويرى هولنبك Hollenbeck بأن الديناميكية هي:" القوى التي تؤثر في العلاقات والتفاعل داخل الجماعة، والتي يكون لها تأثير في سلوك الجماعة ، فقد تعمل الدينامية على تطور الجماعة وتقدمها وتنظيم العلاقات داخلها مما يحقق النمو في الجماعة أو قد تعمل على جمودها وتأخرها وقيام الصراع والتوتر في العلاقات بين أفرادها مما يؤدي إلى تدهور الجماعة وانحلالها."

ومن هنا، تنصب الديناميكية على مجمل التفاعلات البنيوية الوظيفية التي تحدث للجماعة والتي تؤدي إلى تغيير سلوكها والحفاظ على تماسكها وتوازنها أو تؤدي بها إلى النمو والتقدم أو إلى الاضمحلال والتخلف عبر عمليات تفاعلية مستهجنة كالصراع والانشقاق والتناحر والاختلاف الهدام. " فأعضاء الجماعة تتعدد أنماط سلوكهم، وتتفاوت ميولهم وعاداتهم واتجاهاتهم وقيمهم، وهذا يجعل المجال الدينامي للجماعة ينبض بالتفاعل والحيوية اللازمة لنمو الفرد ونمو الجماعة في نفس الوقت.

فمن خلال التفاعل الاجتماعي تحدث مثيرات واستجابات بين أفراد الجماعة كما أوضحنا، وتختلف هذه المثيرات والاستجابات باختلاف المواقف واختلاف الأدوار،إلا أن طبيعة التفاعل تكاد تكون متشابهة في كل الجماعات، وينتج عن التفاعل تقبل أو عدم تقبل، نبذ أو استنكار، تجاهل بين الأفراد، وصداقات ومودة، وتجاوب ونفور، وكراهية...".
وعليه، فالدينامية هي نتاج القوى الفردية والجماعية التي تتفاعل بطريقة حيوية داخل نسق الجماعة بشكل توافقي أو اعتراضي.

مفهوم الجماعة:

تتميز الجماعة le groupe بعدة خصائص كالتجمع والتماسك والانسجام وتزايد أفرادها عن اثنين فما فوق حتى تصبح حشدا Foule وعصابة Bande وتجمعا regroupement، فضلا عن خاصية الانتماء والعمل الجماعي من أجل تحقيق هدف مشترك، وتبادل التفاعلات والأدوار والوظائف. وبالتالي، تنطلق الجماعة في أداء مهماتها ومسؤولياتها من أهداف مسطرة مضبوطة لتحقيقها في مجالات معينة بوسائل محددة مع تقويمها وتحديد نقط الضعف والقوة قصد الأخذ بمبدإ التغذية الراجعة (feedback).

صفات الجماعة:

ولابد للجماعة أن تتوفر فيها مجموعة من الصفات البارزة التي تجعلها تحقق التوازن الحقيقي على مستوى التنظيم الداخلي والتسيير الذاتي، وهذه الصفات هي:
  • وحدة الأهداف والأغراض والترابط بين الأفراد تماسكا وانسجاما.
  • ألا يقل عدد أفراد الجماعة عن ثلاثة أفراد؛ لأن الفردين يمكن أن يتعايشا دون بغض أو تنافر.
  • أن تهيئ الجماعة لأفرادها فرص النمو والتطور والتفاعل الإيجابي وإمكانيات إشباع احتياجاتهم.
  • أن تكون العلاقة بين أفراد الجماعة قائمة على التراضي والمودة والتعاون والتسامح.
  • أن يكون الهدف الذي تعمل من أجله الجماعة متفقا مع أعراف المجتمع وتقاليده وقوانين البلاد ونظمه الدستورية وشرائعه الدينية.
  • أن يكون للجماعة قيادة مهما كان عددها.
  • أن تخضع الجماعة لنوع من التنظيم والتسيير الذاتي.

آثار الجماعة على الأفراد:

من المعروف أن للجماعة فوائد جمة وثمارا مرجوة وآثارا كثيرة على الأفراد. ومن هذه الآثار الإيجابية نجد أن الجماعة تساعد الفرد على التعلم والتكوين، وتساهم في خلق مجموعة من الصداقات المتينة والعلاقات الحميمية وتعمل على ازدهارها أثناء العمل في فرق أو جماعات، وتبرز بشكل واقعي وصادق مميزات الأفراد المستحسنة ونقائصهم السلبية.
وتساعد الجماعة الأفراد على تمثل اتجاهات وقيم ومعايير واتخاذ مواقف سلوكية، والتعبير عن تجاربهم الشخصية الذاتية والجماعية ورؤاهم للعالم من خلال الاندماج في حضن الجماعة مع اكتساب روح المغامرة والعمل والكفاح والمثابرة والطموح.
وتساهم الجماعة أيضا في تعديل السلوكيات الفردية وتغييرها خاصة القيم السلبية المستهجنة كالأنانية والحقد والتنافس غير المشروع. كما تعمل الجماعة على منح الفرص للأفراد لإظهار كفاءاتهم وقدراتهم الذاتية وميولاتهم ومواهبهم وإبداعاتهم الشخصية وابتكاراتهم الفردية. أضف إلى ذلك أن الجماعة تعلم الأفراد التعامل الديمقراطي مع الآخرين، وإظهار المهارات القيادية المرنة والفعالة والمناسبة خلال العمل والتدريب والتأطير والتكوين، علاوة على الإحساس داخل الجماعة المتوازنة بمشاعر الأمن والطمأنينة وإشباع الحاجات إلى الانتماء والتحرر من الخوف.

أنواع الجماعات:

من المعروف أن الجماعات أنواع: فهناك الجماعة الكبرى والجماعة الصغرى، والجماعة المنغلقة والجماعة المنفتحة، والجماعة الأولية (مثل: جماعة الأسرة) والجماعة الثانوية (الجماعات السياسية والدينية والمهنية والمجتمع المدرسي والنقابات)، والجماعة الثابتة والجماعة الديناميكية، والجماعة الفاعلة والجماعة المنفعلة، وجماعة ذات الدوافع الشخصية وجماعة ذات الدوافع الجماعية، والجماعة الطبيعية التلقائية (تتكون بشكل طبيعي تلقائي) والجماعة المكونة المنظمة ( تتكون وفق شروط وأهداف معينة)، والجماعة الإجبارية ( الانتماء إلى جماعة الأسرة إجباريا ولا اختيار للإنسان في ذلك) والجماعة الاختيارية (الانتماء إلى جماعة بمحض الاختيار والإرادة كجماعة الأصدقاء والجمعيات التعاونية) .

الخصائص السيكولوجية للجماعة:

تنبني الجماعة حسب موشييللي Mucchielli R. على مجموعة من الخاصيات السيكولوجية الأساسية وهي:
  • التفاعلات.
  • وجود أهداف مشتركة.
  • بروز مقاييس أو قواعد التصرف.
  • بروز بنية غير شكلية لنظام العواطف والود والنفور، وهي غير شكلية لأنها ليست رسمية وغير واعية في معظم الأحيان.
  • وجود انفعالات ومشاعر جماعية مشتركة (الجميع كالفرد الواحد حسب تعبير جاك لاكان).
  • وجود لاشعور جماعي.
  • إقامة توازن داخلي ونظام للعلاقات المستقرة مع محيطها.

مشكلات الجماعة:

إذا كان الأفراد يعرفون العديد من المشاكل الذاتية والموضوعية ، فإن الجماعات هي بدورها لديها مشكلات مشتركة عامة ، وتتمثل في مشكلات السلوك والعلاقات الشخصية، وتكمن أيضا في المشكلات الوظيفية الناتجة عن عدم فهم الأفراد لأهداف الجماعة وأغراضها، بله عن وجود منازعات داخل الجماعة تعيق نمو المهارات القيادية وتساهم في ظهور العشيرات داخل الجماعة، ناهيك عن مشكل الروتين الإداري والبيروقراطية والتنافس الشديد بين الجماعات لأغراض شخصية أو اجتماعية حول الزعامة والتفوق والتميز؛ مما يسبب هذا في توليد الصراع وتأجيج النزاع وخلق التوتر وبروز التنافر بين الجماعات.

تعريف عام لديناميكية الجماعات:

يمكن تعريف ديناميكية الجماعات بصفة عامة بأنها مجموعة من التفاعلات والقوى الحركية الفعالة والعلاقات البنيوية الوظيفية التي تتحكم في الجماعات البشرية بشكل سلبي أو إيجابي والتي تعمل على تطوير الجماعات وتحسين أجوائها ومجالات عملها لتحقيق أغراضها وأهدافها سواء أكانت شخصية أم جماعية.
ويعرف جان ميزونوف Jean Maisonneuve ديناميكية الجماعات بقوله:" تهتم دينامية الجماعات في معناها الواسع بمجموع المكونات والسيرورات التي تتدخل في حياة الجماعات، وعلى الأخص الجماعات التي يكون أفرادها في وضع وجه لوجه؛ بمعنى أن وجود الأفراد يكون نفسيا ويرتبطون فيما بينهم، ووجود تفاعل ممكن فيما بينهم."
ويعني هذا أن ديناميكية الجماعات تهتم ببناء الجماعة ومراقبة سيرورتها النمائية ورصد التفاعلات النفسية والاجتماعية التي توجد بين الأفراد داخل الكل الجماعي.

مرتكزات دينامكية الجماعات:

تستند دينامكية الجماعات إلى عدة مرتكزات إبستمولوجية يمكن حصرها في أبحاث االفلاسفة والسوسيولوجيين الأوروبيين الذين اهتموا بالجماعة وأرسوا أسس دينامكية الجماعات كما عند إميل دوركايم، وشارل فوريي، وجان بول سارتر، وفرناند طونس، وسمالينباش، وجورج ميد، وشارل كولي... فضلا عن أبحاث العالم الألماني كورت لوين Kurt Lewin الذي أسس علم دينامكية الجماعات سنة 1944م حينما طبق منهجية تجريبية سيكواجتماعية ديناميكية على مجموعات اصطناعية من خلال الجمع بين التنظير والتطبيق، ودراسة بنيات الجماعات ووظائفها مع التركيز على المنشط وأنواع الزعامة والقيادة.

كما كانت السوسيوميترية Sociométrie التي وضعها جاكوب لفي مورينو(1889-1971م) سنة 1959م من الآليات الإجرائية لفهم الجماعات وتفسير تفاعلاتها البنيوية الوظيفية دون أن ننسى تقنيتي السوسيوغرام والسيكودراما اللتين استعان بهما مورينو لمداواة مرضاه المنعزلين وتحليلهم نفسانيا واجتماعيا ، وتنشيط الجماعات عبر استكناه قواها الاندماجية والعلاجية واستقراء تفاعلاتها الذاتية والموضوعية.

كما استفادت دينامكية الجماعات من أبحاث الطب النفسي ومن تحليلات سيغموند فرويد النفسية التي ركزت على الجماعة وخاصة في كتبه:"الطوطم والطابو"(1913) ، و" موسى والتوحيد" (1913م) و"علم نفس الحشود وتحليل الأنا" (1921م)، فضلا عن أعمال بيون، وديديي، وأنزيو Anzieu ، وفولكس . زد على ذلك استفادة ديناميكية الجماعات من النظريات المعرفية في إطار علم النفس المعرفي منذ الستينيات من القرن العشرين ، والانطلاق من نتائج البيداغوجيا المؤسساتية مع جورج لاباساد ، والاستفادة من نتائج النظرية اللاتوجيهية مع كارل روجرز Karl Rogers.

مقاربات ديناميكية الجماعات:

يمكن الحديث عن مقاربات عدة تناولت ظاهرة دينامكية الجماعات بالدراسة والتحليل فهما وتفسيرا، تفكيكا وتركيبا قصد معرفة التفاعلات ومجمل القوى التي تتحكم في الجماعات وتساهم في تفعيل تنظيمها الداخلي الذاتي سلبا وإيجابا.
ومن هذه المقاربات يمكن الحديث عن المقاربة الدينامية مع كارل لوين Lewin ، ولبيت Lipitt، وويتWhyte، والمقاربة التفاعلية مع مورينو، وباليس، وهومانس، والمقاربة السيكولوجية مع بيونBion ، وأنزيو، وفرويد، وكلاين، وباجيس Pagès، والمقاربة السوسيولوجية مع موسكوفيسي، وتاجفيل، وأولمستبد، والمقاربة المؤسساتية مع جورج لاباساد Lapassade.

ويتضح من خلال المقاربات السابقة أن ثمة ثلاثة أصناف من المناهج طبقت على ديناميكية الجماعات وهي: المناهج التجريبية، والمناهج الإكلينيكية، ومناهج التحليل النفسي. كما طبقت الأبحاث والنظريات السيكو اجتماعية في مجال ديناميكية الجماعات إما على جماعات طبيعية واقعية وإما جماعات اصطناعية مشكلة بشكل انتقائي من أجل البحث وتطبيق الفرضيات كما هو الحال مع كورت لوين.

كيف نطبق ديناميكية الجماعات في المجال التربوي؟

إن ديناميكية الجماعة منهجية مهمة في علاج الكثير من الظواهر النفسية الشعورية واللاشعورية، كما أنها تقنية تنشيطية هامة يمكن الاستعانة بها أثناء العملية التعليمية- التعلمية، وطريقة فعالة في التنشيط التربوي والفني وإجراء منهجي للتحكم في التنظيم الذاتي للمؤسسة.

ومن المعلوم، أن المدرسة تضم جماعات الفصول التي قد تكون جماعات صغرى من التلاميذ لا تتجاوز 12 فردا أو جماعات كبرى تتجاوز الثلاثين فردا. كما تحوي جماعة التكوين أو التأطير التي تتكون من المربين والمدرسين الذين يقومون بمهمة التعليم والإرشاد التربوي، وتضم أيضا جماعة المهمة أو التسيير الإداري التي تتكون من المدير والناظر والحراس العامين ومساعديهم والأعوان وهيئة الاقتصاد والملحقين التربويين الذين يشرفون على تسيير المؤسسة وتفعيلها إداريا وتنفيذ التعليمات الوزارية في مجال التوجيه الإداري.

ويعني هذا أن المدرسة خاضعة لقوانين ديناميكية الجماعات؛ لوجود علاقات إنسانية وتفاعلات مضمرة وبارزة داخل النسق المدرسي بين الإدارة والمدرسين والتلاميذ. وقد تكون العلاقات داخل هذا النسق إيجابية قائمة على التوافق والتعاون والتشارك قصد الإبداع والابتكار وتطوير الكفاءات الشخصية وتنمية القدرات الذاتية للفاعلين الديناميكيين قصد التكيف مع الواقع الموضوعي والإجابة عن الوضعيات والمشاكل المطروحة خارجيا وداخليا، وقد تكون العلاقات سلبية مبنية على الصراع والنبذ والتناحر والتنافس غير المشروع.

ومن هنا، يخضع النسق الجماعي في عملياته التواصلية لثلاث قيادات أو سلط حسب كورت لوين: قيادة ديمقراطية تساعد على الإبداعية والابتكار وتحقيق المردودية والإنتاجية سواء أكان ذلك في غياب الأستاذ المؤطر أو المشرف الإداري أو في حضوره في الميدان ، وتساهم هذه القيادة كذلك في بروز تفاعلات إيجابية بناءة كالتعاون والتوافق والاندماج. أما القيادة الأوتوقراطية فهي ترتكن إلى استعمال العنف والقهر والتشديد في أساليب التعامل ؛ فينضبط الجميع في حضور القائد ولكنهم يتمردون في حالة غيابه، وفي هذه الحالة تقل الإنتاجية والمردودية وتتحول المؤسسة إلى ثكنة عسكرية ويصعب تطبيق مبادئ نظرية تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها لوجود قيم سلبية كالتنافر والنبذ والتناحر والتوتر.

أما القيادة السائبة فهي قائمة على فلسفة" دعه يعمل" . وبالتالي، فهي قيادة فوضوية لا تساعد على تحقيق المردودية والإنتاجية في غياب القائد أو حضوره، وتزرع في نفوس المتعلمين قيم الاتكال والعبث واللامسؤولية.

وبناء على هذا، نستشف أن النهج الديمقراطي يساعد على نمو الجماعة وتطورها بشكل إيجابي فعال. لذا، على رجال الإدارة والمدرسين الأخذ بالقيادة الديمقراطية لتحقيق النجاح الحقيقي والجودة البناءة وإضفاء النجاعة على أنشطة التسيير والتأطير.

وإذا عدنا إلى القسم ، فمن الأفضل أن يقسم الأستاذ تلاميذ الفصل إلى جماعات منذ بداية السنة الدراسية فيسميها باسم معين، ويوزع عليها لائحة مكونة من العروض ومجموعة من الأنشطة والإنجازات والأبحاث قصد تنفيذها بطريقة جماعية قصد إدماج جميع التلاميذ في جماعات دراسية صغرى لحل المشكلات وإنجاز الأعمال ضمن وضعيات متدرجة من السهولة إلى الصعوبة مع تسطير مجموعة من المدخلات والمخرجات عبر مجموعة من العمليات والسيرورات البيداغوجية والديداكتيكية.

يمكنكم الاطلاع أيضا على:

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-