 |
| مبادئ المنهاج الدراسي المغربي |
ما هي مبادئ المنهاج التربوي المغربي؟ | المبادئ الموجهة للمنهاج الدراسي الجديد
يمثل المنهاج التربوي المغربي الإطار المرجعي الذي يُوجه العملية التعليمية والتعلمية في مختلف الأسلاك التعليمية، بدءًا من التعليم الابتدائي. إنه تصور متكامل ينطلق من المدخلات (المتعلم، الأستاذ، المحتويات) وينتهي بتحقيق المخرجات المرجوة (الكفايات، القيم، المهارات) في نهاية كل مستوى أو سلك دراسي.
ويهدف المنهاج إلى خدمة الغايات الكبرى المنصوص عليها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين والرؤية الاستراتيجية 2015-2030.
المبادئ الأساسية للمنهاج التربوي المغربي:
فيما يلي أهم المبادئ التربوية والمنهجية التي يقوم عليها المنهاج المغربي:
1. التمركز حول المتعلم
يُعتبر المتعلم (أو المتعلمة) محور العملية التعليمية، حيث يجب أن تنطلق كل وضعية تربوية منه وتعود إليه. يُنظر إليه كشريك فاعل وليس متلقٍ سلبي، مما يعزز دوره في بناء المعارف واكتساب المهارات داخل القسم وخارجه.
2. التوظيف اللغوي
الاعتماد على اللغة العربية الفصحى في جميع الأنشطة التعليمية، بما في ذلك التواصل اليومي، مع التركيز على تطوير الكفايات اللغوية وظيفيًا وليس بشكل تقعيدي نظري، خصوصًا في السنوات الأولى من التعليم الابتدائي.
3. مبدأ الوحدات الدراسية
يُقسم البرنامج السنوي إلى ست وحدات، تمتد كل وحدة على مدى خمسة أسابيع، وتتناول مواضيع دراسية متكاملة تُبنى وفق تسلسل منهجي وتدرجي.
4. مبدأ التكامل
تحقيق الانسجام بين مكونات الدروس داخل الوحدة، مع مراعاة الترابط بين المجالات المعرفية والمهارية ضمن نفس الحصة التعليمية، وبين حصص الأسابيع الخمسة.
5. الإضمار والتصريح
تمرير القواعد والأساليب اللغوية بطريقة غير مباشرة (ضمنيًا) في المستويات الأولى، ثم الانتقال إلى التصريح الصريح بالقواعد ابتداء من المستوى الرابع، مما يسهم في بناء الكفاية اللغوية بشكل تدريجي ووظيفي.
6. التدرج والاستمرارية
تُبنى الكفايات بالتدرج من البسيط إلى المركب، بما يناسب تطور قدرات المتعلمين عبر المستويات الدراسية، مع الحفاظ على استمرارية التعلم وتراكميته.
7. التركيز على الكيف وليس الكم
بدلًا من التراكم الكمي للمعلومات، يركّز المنهاج على تحقيق كفايات نوعية مرتبطة بملمح التخرج وقدرة المتعلم على توظيف المعارف في سياقات حقيقية.
8. تنويع المقاربات البيداغوجية
اعتماد بيداغوجيات حديثة متنوعة مثل:
- البيداغوجيا الفارقية
- بيداغوجيا المشروع
- بيداغوجيا الخطأ
- بيداغوجيا اللعب
- حل المشكلات
وغيرها من المقاربات التي تراعي الفروق الفردية وتغذي الذكاءات المتعددة.
9. تنويع الوسائط والموارد التعليمية
استخدام أدوات بيداغوجية متنوعة مثل:
- الصور والجداول
- اللوحات القرائية
- ركن القراءة
- المجلات المدرسية
- الوسائط الرقمية
- المعينات الديداكتيكية المحسوسة
- كلها تهدف إلى تيسير التعلم وبناء المفاهيم والمهارات.
10. التفكير الاستراتيجي داخل القسم
تشجيع المتعلمين على استخدام مهارات التفكير العليا:
- الاستقصاء
- التحليل
- الاستنتاج
- الربط بين الأسباب والنتائج
- إيجاد حلول إبداعية
11. مبدأ الملاءمة
اختيار وضعيات تعلمية دالة ومهام مركبة ذات معنى وجدوى للمتعلم، حتى يبذل مجهودًا حقيقيًا لاكتساب الكفايات وحل المشكلات الواقعية.
12. التقويم والدعم المنتظمان
اعتبار التقويم والدعم سيرورة مستمرة وملازمة للتعليم، بهدف رصد تعثرات التعلم مبكرًا وتجاوزها، وتحقيق العدل والإنصاف وتكافؤ الفرص داخل الفصل.
ويُشترط في التقويم أن يكون:
- فوريًا
- بنّاءً
- مشجعًا
- قائمًا على تغذية راجعة مباشرة
13. نسقية اللغة
تعليم اللغة لا يتم بطريقة تجزيئية، بل في إطار نسقي ومندمج، حيث يتم إرجاء التصريح بالقواعد اللغوية إلى السنة الرابعة، حتى يكتسب المتعلم اللغة بطريقة وظيفية وتراكمية.
14.مبدأ التوليف من أجل الاستثمار
العمل على توليف المكتسبات السابقة وتعبئتها لحل وضعيات مركبة. يتم ذلك من خلال:
- التهيئة
- نمذجة المعارف والمهارات من طرف الأستاذ
- الممارسة الموجهة
- ثم التفويض التدريجي للمسؤولية، حيث يمارس المتعلم الاستراتيجية بشكل مستقل.
إن مبادئ المنهاج الدراسي المغربي تعكس رؤية شمولية تُراعي حاجات المتعلم، وتوجه التعليم نحو الجودة والإنصاف والنجاعة. فهي ليست مجرد مبادئ نظرية، بل تؤطر الممارسة اليومية في الفصول الدراسية وتدعو إلى تعليم نشيط، منفتح، ومبني على الكفايات.
