بيداغوجيا حل المشكلات

اكتشف أهمية بيداغوجيا حل المشكلات كاستراتيجية تعليمية فعّالة لتنمية التفكير النقدي والإبداعي لدى المتعلمين وتحفيزهم على التكيف مع محيطهم الاجتماعي

ما هي بيداغوجيا حل المشكلات؟

بيداغوجيا حل المشكلات هي مقاربة تربوية تعتمد على جعل المتعلم محورًا لعملية التعلم من خلال وضعه في مواجهة مشكلات مستمدة من محيطه الاجتماعي والثقافي. تساعد هذه الاستراتيجية المتعلم على استدعاء موارده المختلفة، سواء كانت معرفية أو مهارية، للبحث عن حل لهذه المشكلات.

يرى الفيلسوف والمربي "جون ديوي" أن الإنسان يتعلم بشكل أفضل عندما يواجه تحديات أو مشكلات واقعية تتطلب الحل. يشدد ديوي على ضرورة أن يكون لكل درس مغزى عملي يساعد المتعلم على التفكير النقدي والتجريبي، مما يعزز قدرته على حل مشكلات الحياة الواقعية بطريقة سليمة. 

مفهوم الوضعية المشكلة في بيداغوجيا حل المشكلات:

الوضعية المشكلة هي مجموعة من الظروف التي تجعل عملية التعلم والتعليم في تفاعل مستمر، حيث يتفاعل المتعلم مع المعلم والمادة الدراسية لحل مشكلة معينة تمثل جزءًا من محيطه الاجتماعي. تعتمد هذه المنهجية على إثارة اهتمام المتعلم وشعوره بوجود مشكلة يجب حلها، مما يساهم في تحفيز المتعلم وجعله نشطًا في عملية التعلم.

مكونات الوضعية المشكلة:

تتكون الوضعية المشكلة من عنصرين رئيسيين: 

السند أو الحامل: وهو مجموعة المعطيات أو المعلومات التي تساعد المتعلم على فهم المشكلة. قد لا تكون جميع هذه المعطيات ضرورية للحل، ولكنها تساعد في تربية المتعلم على اتخاذ قرارات صحيحة.
   
المهمة: وهي الأسئلة أو التعليمات التي يجب على المتعلم تنفيذها. يشترط أن تكون واضحة ودقيقة ومرتبطة بمضمون النص أو الموقف.

أنواع الوضعية المشكلة:

  • الوضعية المشكلة البنائية:
تأتي في بداية الدرس وتهدف إلى بناء التعلمات الجديدة استنادًا إلى تعلمات سابقة. تُعد هذه الوضعية مألوفة ومحفزة للمتعلم.
  •   الوضعية المشكلة الإدماجية:
تستخدم بعد تعلم مجموعة من المعلومات المنفصلة، وتهدف إلى ترابطها في بنية جديدة يمكن توظيفها في سياقات متعددة.
   
  • الوضعية المشكلة التقويمية:
تهدف إلى تقييم مدى قدرة المتعلم على استدعاء موارده وتوظيفها في وضعيات جديدة.

خصائص الوضعية المشكلة:

للوضعية المشكلة عدة خصائص منها:
  • ترتبط بكفاية معينة.
  • تتطلب تعبئة مجموعة من الموارد بشكل مندمج.
  • تكون مستفزة لقدرات المتعلم ومحفزة له.
  • تطرح لغزًا حقيقيًا يمكن المتعلم من التملك الشخصي.
  • تمنح المتعلم حرية المبادرة والتفكير.

أهداف بيداغوجيا حل المشكلات:

تهدف بيداغوجيا حل المشكلات إلى:
  • تنمية روح البحث والإبداع والتفكير النقدي لدى المتعلمين.
  • تعزيز القدرة على التكيف مع المحيط الاجتماعي.
  • توفير فرص لتطبيق المعرفة في مواقف واقعية.
  • إثارة فضول المتعلمين ودفعهم للتفكير النقدي.

مراحل بيداغوجيا حل المشكلات:

  1. التحسيس بالمشكلة: إثارة اهتمام المتعلمين بالمشكلة وربطها بحياتهم اليومية.
  2. تحديد المشكلة: توضيح الإطار الحقيقي للمشكلة وصياغتها بشكل دقيق.
  3. صياغة الفرضيات: التفكير في حلول مؤقتة للمشكلة المطروحة.
  4. فحص الفرضيات: اختبار الفرضيات باستخدام التجربة أو التوثيق.
  5. النتيجة: الوصول إلى الحل وتوضيح النتائج.
  6. الاستنتاج والتعميم: تحليل النتائج واستخدامها في مواقف مشابهة.

دور المدرس والمتعلم في حل المشكلة:

  • دور المدرس: يكون دور المدرس موجهًا ومرشدًا، حيث يحرص على إثارة دافعية المتعلمين دون التدخل المباشر في عملية الحل.
  •  دور المتعلم: يقوم المتعلمون بالتخطيط للحل، تنفيذ الفرضيات، ثم تقييم النتائج.
بيداغوجيا حل المشكلات هي إحدى الركائز الأساسية للتعلم الحديث الذي يركز على الكفايات. تساعد هذه المقاربة في تعزيز قدرة المتعلمين على التفكير الإبداعي والنقدي، مما يجعلهم أكثر قدرة على التكيف مع محيطهم الاجتماعي ومواجهة تحديات الحياة بشكل أكثر فاعلية.

 يمكنكم أيضا الاطلاع على:

 

 

تعليقات