نظرية الوضعيات الديداكتيكية

نظرية الوضعيات الديداكتيكية، ذلك من أجل إنجاز دراسة تجريبية لإشكالية تدريس الرياضيات تتيح هذه النظرية إمكانية التحليل القبلي لتدخلات  الأستاذ والمتعلم

أسس بروسو نظرية الوضعيات الديداكتيكية، وذلك من أجل إنجاز دراسة تجريبية لإشكالية تدريس الرياضيات. تتيح هذه النظرية إمكانية التحليل القبلي لتدخلات كل من الأستاذ والمتعلم كجرد السلوكات الممكنة مثالا. كما تساعد أيضا على التحليل البعدي لهذه التدخلات مثل دراسة التصرفات التي تمت ملاحظتها.

إن سلوكات المتعلمين والمتعلمات هي نتاج علاقاتهم المتبادلة مع الوضعيات–المسائل التي تواجههم، وكذا مع باقي المتدخلين في التواصل معهم، حيث يتم خلال هذه التفاعلات استثمار المكتسبات الأولية لإتمامها أو تعديلها أو تجاوزها.

  • الوضعية الديداكتيكية Situation Didactique:

يعرف بروسو الوضعية الديداكتيكية باعتبارها مجموع العلاقات القائمة بشكل صريح أو ضمني بين متعلم أو مجموعة من المتعلمين والمتعلمات من جهة، ووسط معين يتضمن وسائل وأشياء من جهة ثانية، ونظام تربوي من جهة ثالثة وذلك قصد جعل المتعلمات والمتعلمين يكتسبون معرفة جاهزة أو في طور البناء.

ولبناء المعرفة الرياضياتية يتم المرور من 4 مراحل، تتسم بتفاعل جدلي بين المتعلم والوضعية، كما أشارت إلى ذلك ريجين دوادي:

  • وضعية الفعل: Situation d’Action:

يكون المتعلم في إطار وضعية يواجه فيها مسألة، وفي بحثه عن الحل يقوم بأعمال يمكنها أن تؤدي إلى تكوين مهارات. والمتعلم في مواجهته للمسألة يتوفر على نموذج  يمكنه من تلقي المعلومات عن هذه الوضعية وتأويلها، ويمكنه أن يعبر عن أفعاله وأن يبررها، لكن مرحلة جدلية الفعل لا تتطلب ذلك.

  • وضعية الصياغة: Situation de Formulation:  

في مواجهته للمسألة ، ينبغي على المتعلم أن يحدد المعلومات الملائمة بواسطة لغة اصطلاحية يعرف قواعدها أو ينشئها. فلا يكفي أن تكون لديه الرغبة والإمكانية في تعديل الوضعية التي تواجهه، وإنما من واجبه أن يصف نموذجا صريحا ويعرضه.

  • وضعية المصادقة: Situation de Validation:

يتعلق الأمر في هذه الحالة بتوضيح القواعد، وضبط الاصطلاحات وتقديم الحجج والتبريرات، إذ تتميز هذه المرحلة بنوع من إثبات الصلاحية.

  • وضعية المأسسة: Situation d’Institutionnalisation :   

وهي وضعية تؤدي إلى إعطاء البعد المؤسساتي للمعرفة الرياضياتية، هذا البعد المستقل عن المعارف الجديدة، حيث تتوفر إمكانية إعادة استثمار هذه المعرفة في مسائل أخرى. ينتج عن تفاعل العناصر الديداكتيكية ثلاثة أصناف من العلاقات، ترتبط بثلاثة محاور الأول يهم الأستاذ والمعرفة يتعلق بالنقل الديداكتيكي، والثاني يهم الأستاذ والمتعلم ويتعلق بالتعاقد الديداكتيكي، والثالث يهم المتعلم والمعرفة ويتجلى في تمثلاته للمعرفة.

يمكنكم الإطلاع أيضا:

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-